المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2023

ريان

صورة
عبد الرحيم حدا المرتوي من العطش، أو الغصن الأخضر من الشجرة؛ اتجه أبوه ليصلي بعد أن أضناه ثقب الأرض والكف. وضع جبهته على التراب سجدة، تتفصّدُ مطرا  بحثا عن الندى يتساقط من الأرض.   تَضَرّع للرزاق الغيّاث، أن يسقي الضرع والزرع، ويحفظ أهله من كل البلايا والرزايا، وأن يمن برشه وروائه،  ويفتح له باب الريان في الجنة والدنيا.  اثنان وثلاثون مترا لم يجد بعد ما استسقاه.. اثنان وثلاثون حولا، قرنا، المطر صار حمما، ينفثه الجشع والطمع. والآن على شفا هذا االثقب الهاري ، خرج يتلمس باب الريان، لتخضر الأرض من جوفها، وتتحقق الدعوات. إ لهي: انقلب كل شيء رأسا على عقب. وكأن الرسائل تُزوّر قبل وصولها. والصلوات تُشَفّرُ أو تذروها الريح. دارت الدنيا به واكفهرت. انهار ريان الصغير في قعر سحيق.  صار غصنا أخضر يانعا؛ يتطلع لنقطة ضوء تتباعد كأنه يرى بمنظار مقلوب. يتلمظ لعل قطرة ندى تروي الظمأ وتبلل العروق، لطالما سمع والديه يرددانها قبيل الفطور.  الأوكسجين سرقته آلهة الذهب، كأنما يتصّعّدُ في السماء، جعلتْ صدرها المرصع ضيقا علينا حَرَجا.

بورتريهات لنفوس قريبة

صورة
لوحة: الطالب حدا عبد الواحد حدا  1 (جيم حاء) أما وقد جئتَ، فإنّي أحبّكَ أكثر من ذاتي وَيَااا كم أَسْعَدُ إذا حملتُكَ بذراع ولاعبتُكَ بأخرى يا أيّها الامتداد، يا خدعة الوجود المُبهِجة، ها قد جئتَ فمن ذا يعاند؟. 2 (عِين راء حاء) قل لي؛ من أين جاءَتكَ تلك الرأس؟ وإنّكَ جليل، وإنك في الأعالي كيف نطالك نحن سكّان الأسفل؟ قل لي؛ كيف؟ على شاهقِ الأجراف تعلَّق شهْد النّحل كيف حَايَثَتْهُ زهور السفح وعطور البِطَاح؟. 3 (طاء حاء) أما قبلُ أصابعكَ التي نثرَتْها التسعينيات في الجو هاهي ترسل الكمال لكل العالم                                     في الألوان وتقول للعالم كل جميلا                        كن                        جميلا،                        لابدّ تكونُ. 4 (عِين عين حاء) ما يدور في الخُلد منكَ، قلهُ لا...

أيها الضوء تمهل

صورة
 

الأرجــوحــة

صورة
                                                                                               لوحة: الطالب حدا عبد الواحد حدا القصيدة مدينة يكسوها الضّباب جاءها الرّجل لِأول مرة القصيدة صحراء يكسوها العشب جاءها الرّجل لِآخر مرة هل هي امرأة ترفض سَفر الأنوثة عنها، تبحث في سِفر العناد عن إكسير، وتبحث في الخُصى عن بريق؟ هل هي مكتوبٌ بطيء لا يجيء في البريد.. بل يجيء في الأثير نثرا أو نظما، عتمة أو بريقا؟ هذه روحي ألِفــت غموض المفازات، وانتبذت من جسمها طريقا..   أهي التي ترسل صياحا يخيف الوديان، ونباحا يخيف الضّواري.. ولها للطير عشّا وللزّهر رحيقا ؟!