ريان
عبد الرحيم حدا
المرتوي من العطش، أو الغصن الأخضر من الشجرة؛ اتجه أبوه ليصلي بعد أن أضناه ثقب الأرض والكف.
وضع جبهته على التراب
سجدة، تتفصّدُ مطرا
بحثا عن الندى يتساقط من الأرض.
تَضَرّع للرزاق الغيّاث، أن يسقي الضرع والزرع، ويحفظ أهله من كل البلايا والرزايا، وأن يمن برشه وروائه، ويفتح له باب الريان في الجنة والدنيا.
اثنان وثلاثون مترا لم يجد بعد ما استسقاه.. اثنان وثلاثون حولا، قرنا، المطر صار حمما، ينفثه الجشع والطمع. والآن على شفا هذا االثقب الهاري ، خرج يتلمس باب الريان، لتخضر الأرض من جوفها، وتتحقق الدعوات.
إلهي: انقلب كل شيء رأسا على عقب. وكأن الرسائل تُزوّر قبل وصولها. والصلوات تُشَفّرُ أو تذروها الريح.
دارت الدنيا به واكفهرت.
انهار ريان الصغير في قعر سحيق.
صار غصنا أخضر يانعا؛ يتطلع لنقطة ضوء تتباعد كأنه يرى بمنظار مقلوب.
يتلمظ لعل قطرة ندى تروي الظمأ وتبلل العروق، لطالما سمع والديه يرددانها قبيل الفطور.
الأوكسجين سرقته آلهة الذهب،
كأنما يتصّعّدُ في السماء،
جعلتْ صدرها المرصع ضيقا علينا حَرَجا.
تعليقات
إرسال تعليق